Les fondements des ikhwan (dossier)
Dans son excellente risala « L’héritage de Hassan Al-Banna », shaikh ‘Ayid As-Shimmari nous expose quelques fondements de base de la secte des frères musulmans.
✅ Publié par salafs.com
تركة حسن البنا وأسهم الوارثين
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله
أمابعد
إن من أراد أن يعرف المنهج السلفي وما يدور في الساحة من خلافات بين ما يسمى بالجماعات الإسلامية والأمر ليس بالصعب ـ أعني أن معرفة الحق في هذا الباب ـ وذلك أن الدين قد كمل قال تعالى
(اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِينا)(المائدة: من الآية3)
والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين وقال: (( تركتكم على المحجة البيضاء , ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إ لا هالك )) , والله عز وجل قال
(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام:153)
فالدين واضح متيسّر لمن أراده والحق لو كان صعب التوصل إليه وفيه غموض حتى يصل إليه الناس لكلّف الله الناس بأمر لا يطيقونه ولكن الله عز وجل ذكر مصدر الحق وعلى الناس أن يأخذوا بهذا المصدر فقال تعالى
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)(آل عمران: من الآية103)
وحبل الله الكتاب والسنة وقال
( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
(النساء: من الآية59)
وقال الله عز وجل
(قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) (آل عمران:32)
وقال
(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
(النساء:65)
فالحق واضح والمصادر التى يُرجع إليها موجوده ولله الحمد والمنة الكتاب والسنة
والقرآن الكريم محفوظ
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)
والسنة النبوية محفوظة ولله الحمد ،لأن السنة من الذكر فإن السنة قد بينة مجمل القرآن وقد خصصت عامه وقيدت مطلقه وبينة مراد ربنا تبارك وتعالى
ولله الحمد والمنة أن دواوين السنة موجودة ومتوفرة ومتيسر الوصول إليها وقد خدمة السنة خدمة عظيمة فميز أهل العلم ما بين صحيحها وسقيمها
والسنة النبوية قد وزعت على جميع أبواب الدين فمن أراد العقائد وجد السنن الواردة في العقائد فبتالي لا يأخذ بغيرها ويلتزم بالحق الموجود ومن أراد العبادة الصحيحة وجد السنة الموجودة في هذه العبادات فيأخذها ويلتزم بها ، ومن أراد المعاملات الصحيحة يجد أن أبواب السنة قد ذكرت هذه البيوع وغيرها على الأبواب المختلفة ، ومن أراد الأخلاق والسلوك كذلك يجد الأدلة الشرعية مبثوثة على هذا في الأبواب التي عنت بالأخلاق والسلوك ، وكذلك من أراد الدعوة إلى الله كيـف يدعو ؟ ومتى يدعو؟ وما هو أهم شئ في الدعوة إلى الله .... إلى آخره
فإن هذا كله موجود ومذكور ولله الحمد والمنة
وكذلك من أراد أن يعرف ما هو الموقف من المخالف فإننا نجد أن السنة قد بينت لنا كيف الطريقة في التعامل مع المخالف
كيف التعامل مع المخالف الذي وقع في مسألة فقهية ، مثل الرجل المسيء صلاته فإنه عندما أخطأ في صلاته قال له النبي صلى الله عليه وسلم أرجع فصلي فإنك لم تصلي كررها عليه عدة مرات ثم قال والله لا أحسن إلا هذا فعلمه الصلاة ولم يحذر منه ولم يضلله ولم يبدعه وإنما علمه طريقة الصلاة ، كذلك الرجل الذي يضن أنه لا يمسك حتى يرى الخيط الأبيض من الخيط الأسود وكان يضع خيطين تحتى وسادته أحدها أبيض ولآخر أسود فينظر فمتى بانت عرف أنه أمسك والحقيقة أن المقصود بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر
فالنبي صلى الله عليه وسلم بين له ولم يؤنبه ولم يحذر منه
لكن عندما أتى بعض الصحابة وتقآلوا عبادة النبي صلى الله عليه وسلم وأرادوا الزيادة عليها غضب النبي صلى الله عليه وسلم غضباً شديدا فخطب خطبته وذكر عبادته وأنه يصلي وينام وأنه يصوم ويفطر وأنه يتزوج النساء ثم قال محذر لهؤلاء فمن رغب عن سنتي فليس مني ، هنا تغير الوضع وتبدل لم يعامله كما عامل الآخرين
عندما نجد أن الصحابي عبدالله بن حمار رضي الله عنه الذي يشرب الخمر وكان يجلد ويقام عليه الحد فعندما شتمه الصحابة نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال إنه يحب الله ورسوله فنجد أن النبي صلى الله عليه وسلم تغير أسلوبه فهناك قال من رغب عن سنتي فليس مني وعندما أتى الرجل الذي قال للنبي صلى الله عيه وسلم اعدل يا محمد فإنك لم تعدل ـ وهو ذو الخويصرة ـ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعامل معه كما تعامل مع الصحابي حمار ، وإنما أشار إليه وقال (( يخرج من ضئضئي هذا الرجل أقوام تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لإن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد فمن قتلهم فله كذا وكذا من الأجر ومن قتلوه فهو شهيد))
فحذر منه مع أنه مخالف وذلك لأن المخالفة تختلف عن المخالفة الأولى فهذا مخالفته في العقيدة نفسها واعتراضه على حكم النبي صلى الله عليه وسلم في التوزيع ويطعن في أمانته ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم
(( ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء ))
والمقصود أيها الأحبة أن تعرفوا أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا كيف التعامل مع المخالف وأعطانا أصولاً نحن نستنير بها وننزلها على الوقائع والأحداث والمخالفين
والنبي صلى الله عليه وسلم قال (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) إذا كل محدث في الدين نرده والنبي صلى الله عليه وسلم قال (( يخرج من ضئضئي هذا الرجل أقوام )) وحذر من هؤلاء الأقوام
إذا نحن لابد أن نحذر من المحدث والنبي صلى الله عليه وسلم قال (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ـ وبين أنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيرا ثم قال ـ وإياكم ومحدثات الأمور ))
وعلى دربه وطريقته سار السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضوان الله عليهم فإنهم علّموا الجاهل الفقه في الدين حتى أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يقول : لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب
وحذر علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الخوارج وقاتل الخوارج وعمر بن الخطاب أتى بصبيغ الذي كان يسأل عن المتشابه في القرآن وجلده وأرسله إلى الكوفة وحذر من مجالسته
اختلفت القضية
من أراد الإحداث في الدين لابد أن يكون الموقف قوي لماذا؟
لأن هذا المحدث في الدين سوف يفعل لنا كما فعل بنو إسرائيل في التوراة وكما فعلوا في الإنجيل فإنهم إنما حرفت التوراة والإنجيل عن طريق هذا الإحداث فأتى أقوام وفسروا التوراة وبعضهم كتب توراة من عنده وبعضهم فسرها تفسيراً من عنده لم يرده موسى عليه السلام ولم يرده الله سبحانه وتعالى ثم أصبحت هذه التفسيرات هي الكتاب المقدس الذي يرجع له
وكذلك الإنجيل فسر بتفسيرات أصبحت هي المرجع فأدخل في دين عيسى عليه السلام ما ليس منه فتحرف فأصبح ديناً ليس هو الدين الذي بعث الله به عيسى عليه السلام كما أن ذلك ليس هو الدين الذي بعث به موسى عليه السلام وما ذلك إلا للبدع التي أحدثها علماء السوء والأحبار والرهبان في هذه الأديان
لو أن كل بدعة وضعت على أنها من الدين فوضعت بدع العبادات ووضعت بدع العقائد ووضعت بدع الأخلاق والسلوك ووضعت بدع الدعوة كلها على الأبواب لخرج لنا دين آخر غير دين محمد صلى الله عليه وسلم وغير ما أراده الله سبحانه وتعالى من إرسال محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك تجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقف بقوة ضد الأمور التي فيها إحداث من زيادة أو تنقيص في شرع الله سبحانه وتعالى وأما من كان مقر بشرع الله ووقع في كبيرة فكان يقيم عليه الحد إذا كانت هذه الكبيرة مما عليها حد وكان صلى الله عليه وسلم يزجره ويعطيه حكمه الواضح البين لأن هذا يعلم أنه ليس من دين الله هذا الفعل وأنه عاصي لله وأنه يريد التوبة بخلاف ذلك الذي يجعل هذا دين يدعو له ويضعه في دين الله
ومقصدي من هذا الكلام كله ومن هذه المقدمة أن أصل إلى قضية مهمة وهي أن الحرص على بيان المنهج الصحيح والحرص على الذب عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم والحرص على إيصاد الأبواب في وجه كل محدثة تريد أن تدخل الدين هذا من ضمن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من أعظم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن المحدثات كما لا يخفاكم وصلت بالناس إلى الشرك الأكبر لما حدثت زيارة القبور والتبرك بها والإستشفاع بأصحابها مما أخرج الناس عن ملة الإسلام
والرافضة أحدثوا أحداثاً عظيمة جدا أخرجت الناس من ملة الإسلام
والصوفية وصلت إلى وحدة الوجود والحلول
إذا هذا كله يجعلنا نسير على درب الرسول صلى الله عليه وسلم من التحذير من البدع كما أننا نحذر من الكبائر وفي أن نعرف كيف التعامل مع صاحب البدعة ومع صاحب الكبيرة
والخوارج عندما ضلوا في مسألة التعامل مع صاحب الكبيرة ردا عليهم أهل السنة وبينوا لهم أن صاحب الكبيرة ليس بكافر وذكروا الأدلة الكثيرة الموجودة في مضانها وأنه ليس بكافر وبينوا كيف التعامل مع هذا المخالف الذي ارتكب الكبيرة
وعندما وقعت البدع بين أهل السنة كيف التعامل مع المبتدع
فعندما خرجت القدرية كما في صحيح مسلم عندما أتى يحيى بن معمر وعبدالرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقالوا لو أننا نلقى أحد من أصحاب النبي الله صلى الله عليه وسلم فنخبره ما قال هؤلاء في القدر فوفق لنا عبد الله بن عمر داخل المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فضننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي فقلت يا أبا عبد الرحمن ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف فقال ابن عمر إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بري منهم وأنهم برآء مني والذي يحلف به ابن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه ما قبل الله منه حيى يؤمن بالقدر ثم قال حدثني أبي عمر بن الخطاب ـ ثم ذكر حديث جبريل الطويل والذي فيه ـ فأخبرني عن الإيمان قال :(( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر بالقدر خيره وشره ..)) الحديث
المقصود هنا أننا لابد أن نعرف ما هو موقفنا من المخالف
موقفنا موجود في كتب السلف
وعندما ضلّ الخوارج في التعامل معهم ردوا عليهم ، وعندما ضل المرجئة في تمييع هذه الكبائر وأنه لا تضر مع الإيمان معصية ردوا عليهم أيظن ووضعوا الأمور في نصابها الصحيح
كذلك عندما خرجت المعتزلة ردوا عليهم ، الإمام أحمد بن حنبل قاد لواء الرد ووقف وقفته المشهورة وكذلك الدارمي والبخاري ومسلم وأبي داؤد وغيرهم من الأئمة وعندما خرجت المفوضة وعندما خرجت الواقفة وعندما خرجت الصوفية على اختلاف طرقها وكذلك عندما خرجت الأشاعرة
كان لأهل السنة وقفة قوية أمام هؤلاء مسطر هذا في كتبهم الموجودة المطبوعة أمامنا الآن وكذلك في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وردوده الموجودة القوية وتلميذه ابن القيم وكذلك شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه إلى يومنا هذا لازال الرد موجود كل ذلك حماية لدين الله عز وجل من أن يحرف أو يبدل كما حصل لبني إسرائيل
والمقصود أن نعرف أن التحريف والتبديل يقع في كل زمان ومكان وأن الإنسان يسأل الله أن يعصمه من الفتن كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه (( اللهم إني أعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن )) وكذلك (( اللهم أعوذ بك من مضلات الفتن )) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(( إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء )) وكان يدعو يقول (( اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك )) فالمثبت هو الله سبحانه وتعالى ولا حول ولا قوة إلا بالله به نصول وبه نجول وعليه نتوكل وإياه نسأل أن يثبتنا على الحق وأن يميتنا عليه
والمقصود وخلاصة هذا الكلام أن موضوع الإخوان المسلمين والسرورية والقطبية وغير ذلك من المواضيع نجد كتاب ربنا وسنة نبينا وما عليه السلف الصالح يبين لنا الحق في هذا الباب وما علينا إلا أن نذهب إلى كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وننظر إلى كتب السلف وننظر إلى الأمور التي يخالفوننا فيها ( وإن تنازعتم في شي فردوه إلى الله والرسول ) هل الحق معهم أم مع السلفيين في هذا الباب ثم نأخذ المنهج الحق
(عنوانالأخوان المسلمون)
إذا نظرنا إلى المؤسس وإلى من كان حول المؤسس ممن كانوا من بدايات الأخوان المسلمون لوجدنا أنهم أصحاب بدع قديمة قد رُد عيها وعلى أصحابها وعلى علمائهم فهم أشاعرة صوفية
(فحسن البنا): رجل أشعري اثبت في كتابه (العقائد) الصفات الثلاث عشر وهي الصفات السبع التي تسمى صفات المعاني واثبت الصفات الخمس التي تسمى الصفات النفسية ثم أثبت صفة الوجود فهذه ثلاث عشر صفة من أثبتها بطريقة الأشاعرة يعتبر أشعري
ثم الصفات الأخرى كالصفات الذاتية كـ(اليدين والعينين والوجه والرجل والقدم) والصفات الفعلية كـ(الإستواء والمجي والضحك) وغير ذلك هذه الأشاعرة لهم فيها مذهبين إما التأويل أو التفويض
إما أن يؤولوها كأن يقول صفة اليدين المراد بها الإنعام وصفة الغضب المراد بها الثواب
وإما أنه يفوضها أي لا يأتي لها بمعنى مثلاً صفة الوجه يقول أنا لااثبت صفة الوجه فيقال له ما لمراد بقوله (ويبقى وجه ربك ) يقول لا أعلم
والأصل عندهم تعطيلها فالوجه الأول إما تأويلها والوجه الثاني السكوت عن تأويلها مع الاعتقاد بعدم ثبوتها
حسن البنا دخل الأشعرية وأثبت الصفات السبع والصفات السلبية الخمس والصفة النفسية ثم بعد ذلك اختار الطريق الأخر من طرق الأشاعرة وهو تفويض الصفات واللصق هذا بمنهج السلف
ولقد رد شيخ الإسلام ابن تيمية بالحموية على من يدعي أن مذهب السلف هو التفويض رداً قوياً مبسوطاً في مكانه
فالرجل أشعري والرجل صوفي باعترافه هو في "مذكرات داعية " أنه كان يحضر الحضرة الصوفية وكان يحضر أوراد الصوفية وأذكارهم وأنه بايع على الطريقة الحصافية الشاذلية وأنه استفاد من كتب الصوفية وذكر أسماء هذه الكتب كـ "المواهب اللدنية " للقسطلاني وغيرها في مذكرات داعية موجود هذا كله
فالرجل صوفي أشعري والذين التزموا معه في بداية دعوته كانوا على شاكلته ، لأن حسن البنا أعترض هو وصاحبه أسسوا الجمعية الحصافية ، والجمعية الحصافية كان مسؤلها أحمد عسكري أو السكري اختلاف علي الآن وكان النائب حسن البنا ، ثم حسن البنا ذكر في مذكرات داعية أن الجمعية تحولت إلى الشكل الجديد وهو الأخوان المسلمون والمضمون هو المضمون أي أنها صوفية
حسن البنا عندما أسس الأخوان المسلمين أبقى قضية العقيدة الأشعرية ، فألف مجموعة العقائد لجميع الأخوان المسلمين حتى يأخذوا عقيدتهم منها وهي أشعرية مفوضة وألف كتاب الأذكار وغير ذلك والوصفة والورد لكي يكون للأخوان المسلمين وروداً خاصة بهم كما أن للطرق الأخرى ورد خاص بهم ثم فتح للصوفية المجال بأن يلتزموا بالطرق التي يريدون وينظمون للأخوان المسلمين ولهم ما يشاءون من الطرق ينتمون إليها بمقابل الأنظمام للأخوان المسلمين والمبايع والألتزام بالوائح الداخلية لهذه الجماعة
فهذه الجماعة صوفية ألف لها في التصوف كتاب " مذكرات داعية " أثني على التصوف وأثني على الحضرة وأثني على الذكر الجماعي وعلى المولد وعلى السماع وعلى كتب الصوفية في هذا الكتاب ونشره بين أصحابه في آخر عمره
وكذلك في العقائد تكلم في رسائله في قضية الأسماء والصفات
فالرجل قد بين عقيدته وألفها لأصحابه
ثم بعد ذلك هو يعيش في وسط دولة مصر والدولة التي هو يعيش في وسطها كانت فيها أحزاب ، أحزاب علمانية وأشتراكية وقومية ، فأراد أن ينشأ حزباً فأسس حزب الأخوان المسلمين
هذا الحزب أصله أنه يريد أن يجمع الأخوان المسلمين تحت اسم واحد وهذا الاسم لا شك أنه اسم سياسي حيث أنه بهذه الكلمة يستطيع أن يجمع من يخالفه في العقيدة معه لأنه ربطه بالإسلام العام بغض النظر عن مفهوم الإسلام الصحيح والإلتزام به والواقع العملي له يبين هذا فقال : (نتفق على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً ميما اختلفنا فيه )
هذا هو الأصل الأول: من أصول حسن البنا وهو أصل سياسي تجميعي
ثم في هذا المنهج وصل إلى أقصى حده فبين أن الطريقة المرغنية الخمسة تقف وراء هذا المنهج وممن دعم هذا المنهج وبين التقارب مع الشيعة ذكر هذا عمر التلمساني في كتابه " ذكريات لا مذكرات " وأنه سأل حسن البنا عن موقفنا من الشيعة فقال الشيعة مثل هذه المذاهب الأربعة
فهو جمع كل من يدعي الإسلام سواء كان صوفي حلولي وحدوياً أو كان صوفياً طرقياً أو كان رافضياً شيعياً فأسس فرقته على هذا
والحقيقة أن فرقته لو نظرت إليها لوجت أن مؤسسها كمن يريد أن يؤسس دولـة
فإن الدٍول الديمقراطية في يومنا هذا تجعل كل فرد ما دام يلتزم بقوانين الدولة فله الحرية بأن يختار من العقائد ما يشاء
حسن البنا وضع لوائح للأخوان المسلمين وأنضمة وقوانين وأوامر ومنهيات وواجبات تلزم الأخ المسلم فيها الذي ينظم إليه وبيعة من التزم بها بعد ذلك هو وشأنه في اختيار العقيدة التي يريدها يريد أن يكون صوفياً يريد أن يكون أشعرياً أو معطلاً أو شيعياً اللهم أنه يلتزم بالبيعة وما تضمنته البيعة من عشرة مسائل ذكرها في رسائله وكذلك يلتزم بلوائح الأخوان المسلمين ويلتزم بالطاعة هذا كأنه يريد أن ينشأ دولة.
بل تجد من الأخوان المسلمين من لا يصلي كما ذكر عباس السيسي أنه ذهب إلى شعبة الأخوان المسلمين في غزة في كتابه " .........." فقال : (فقمنا إلى صلاة العصر فلم يقم أحد ) وكان صلاح شادي يذهب هو وأحد الناس يفجرون بالقنابل ويفجرون في السفن ومع ذلك يقول ( وكان لا يصلي ) وكان مع الأخوان المسلين
وذكر عمر التلمساني كما في كتابه " ذكريات لا مذكرات " ( أن رجلاً تاجر طلب من حسن البنا أن يبايعه وأنه لا يترك الخمر يبقى يشربها فأذن له حسن البنا وبايعه وأدخله ضمن الأخوان المسلمين)
وأما قضية حلق اللحى وإسبال الثياب واستماع الموسيقى فهذه حدث ولا حرج بل عندهم الكشافة وكانوا يستعملون الموسيقى في هذا بل كان عندهم من موارد المال الذي يجمع شي من المال ـ كما ذكر ذلك حسن البنا في كتابه ذكريات لا مذكرات أو غيره من الكتب وهو موجود عندي قد أخرجته ـ أنه كان هناك شي من المال يذهب لشراء الآت موسيقية جديدة بدل التالفة
فالقوم حدث ولا حرج لكن أهم شي أن يلتزم بأوامر الجماعة
هي دولة كمثلها من الدول هي لا تدعوا إلى الإسلام صدقوني هي تدعوا إلى إنشاء دولة ، الذين يدعون إلى الإسلام لابد أن يدعوا إلى عقيدة واحده صحيحة وإلى عبادة واحده التي توافق الدليل إلى معاملة واحده التي توافق الدليل إلى أخلاق وسلوكيات واحده التي توافق الدليل أما هم لا
هذا يصلي كذا هذا يجمع الصلوات مع بعض هذا لا يجمع هذا يحلق اللحية وهذا لا يحلق كله يدخل ضمن الأخوان المسلمين هذا صوفي هذا أشعري هي دولة ديمقراطية
أهم شي أن تلتزم بالبيعة لحسن البنا وأن تلتزم بلوائح الأخوان المسلمين وأن تلتزم بالأسر وتبذل الطاعة وأن تقوم بالعمل الذي يسند إليك من قبل هذه الجماعة ومن قبل هذه المسؤولية الموجودة التي أكبر منك إذاً أنت من الأخوان المسلمين ، هذا أصل وضعه حسن البنا
الأصل الثاني: البيـعة
والبيعة عند الأخوان المسلمين صوفية عسكرية كما نص على ذلك حسن البنا عندما شرح أركان البيعة العشر فإنه بين أن هذه البيعة صوفية عسكرية وشعارها (( اسمع وأطع دون حرج وشك وتردد)) وهوأصل صوفي
حسن البنا وقد بايع على الطريقة الصوفية قبل أن يؤسس الأخوان المسلمين وذكر ذلك في كتابه "مذكرات داعية " وأنه بايع شيخ الحصافية وبعد ذلك أسس الأخوان المسلمين فأخذ هذه البيعة الموجودة عند الصوفية ووضعها ضمن دعوته فبايع الناس
بل حتى اسم المرشد العام : هذه الكلمة اصطلاح صوفي وهو الولي الكامل وبعضهم سماه (المرشد ) في بعض كتب الصوفية المتقدمة ونصوا عليه بهذا الاسم وهذا موجود عندي قد أخرجته كله أن اسم المرشد اسم صوفي وضعه الصوفية وحسن البنا أختاره لنفسه وسمى به نفسه (المرشد العام ) وكل من يأتي بعده يتسمى بهذا الاسم
وبيعتهم تنقسم إلى قسمين
القسم الأول : بيعة صوفية فيها عدم الاعتراض على الشيخ وعلى المسؤول ولا تعترض فتنطرد
ويقول عمر التلمساني في كتابه " ذكريات لا مذكرات" ( أنه كان بين يدي حسن البنا كما يكون الميت بين يدي مغسله ) وهذا شعار الصوفية وأنه (كان يسمع بسمع البنا ويرى برأي البنا ) وغير ذلك
وهذا يلزم الأخوان بالطاعة وعدم المعصية
القسم الثاني : بيعة عسكرية تلزم الشخص بطاعة المسؤول الأمير في الجهاد والقتال وغير ذلك وهذا ذكره كما سبق ( أنه صوفية عسكرية )
والعسكرية بانت ووضحت عندما وضع في عام 1940 م اسس التنظيم الخاص السري للإخوان المسلمين فإن هذا الجهاز كان يبايع من ينظٍم إليه على المصحف والمسدس ، حيث أنه إذا أصدر له أمر بالتفجير فجر أو بالقتل قتل وهكذا صدرت في أيامهم فقتلوا وذبحوا ذكر هذا محمود الصباغ في كتابه "التنظيم الخاص" ذكر العمليات التي قاموا بها من التفجير والقتل والظهور بالمظاهرات ووضع التفجيرات معهم في المظاهرات وقتلوا العسكر وقتلوا الناس وغير ذلك مما يطول بيانه هنا
وأريد أن أذكر حادثة واحدة دليل على الأوامر العسكرية
حصل أن هناك بعض الأوراق تعمل للإنقلاب كان الأخوان المسلمون قد أعدوها من قبل الجهاز السري (التنظيم الخاص)في الإنقلاب على الملك فاروق فكشفت هذه الأوراق في سيارة جيب فأخذت الدولة هؤلاء الذين اسمائهم مذكورة في هذا التنظيم فأرسل حسن البنا عن طريق السندي ـ السندي هو المسؤول عن التنظيم الخاص والسندي لا يأخذ الأوامر إلا من حسن البنا فقط حتى لا يتضح بين الناس أن هناك علاقة بين التنظيم الخاص وحسن البنا بحيث تكون القيادة العامة سياسية ظاهرة للناس والتنظيم الخاص جناح عسكري ينفذ العمليات التي تأمره بها القيادة العامة ، والقيادة عند حسن البنا وهو الذي يعطي الأوامر للسندي والسندي هو الذي يتقبل ـ رجل لكي يفجر المحكمة التي بها الأوراق بأن يضع حقيبة فيها متفجرات بجانب الدولاب الذي فيه الأوراق
فهذا الرجل وضع الحقيبة وذهب فراءه رجل فأخذ هذه الحقيبة وذهب خلفه لكي يعطيه الحقيبة ضناً منه أنه نسيها فلما راءه خلفه ومعه الحقيبة أخذ يركض وهذا يركض خلفه حتى قال له: ألقها فإن فيها متفجرات، فألقاها الشخص فتفجرت فقبض على هذا الرجل الذي وضعها فأخذوا يستفسرونه ـ لأنه معروف أن المقصود بها الأوراق التي في الخزانة ـ فأنكر أن له علاقة بالإخوان المسلمين وأخذت تذكر الصحافة أن الأخوان المسلمين هم من وراء هذه العملية فأنزل حسن البنا مقالاً في جريدة الأخوان المسلمين يتبراء من هذا الرجل ويبين أن فعل هذا الرجل ليس من الإسلام
يقول محمود الصباغ ( أن هذا الرجل عندما أُري هذه الجريدة وأن الأخوان المسلمين يقولون أنك لست من المسلمين بفعلك هذا اعترف الرجل وقال: إنهم يكذبون هم الذين أرسلوني لتفجير فكيف الآن يكفرونني
يقول محمود الصباغ: أن هذا الرجل لم يفهم مقالة حسن البنا لأن مقالة حسن البنا لا يقصد بها ما ذهب إليها الرجل وإنما هي من باب الحرب والحرب خدعة)اهـ
يعني أن حسن البنا يكذب في هذا التصريح إنما هو في دار حرب معناه تكفير الدولة
ولذلك مسألة تكفير الدولة أول من قال بها حسن البنا وليس سيد قطب
حسن البنا هو الذي وضع (التنظيم الخاص) بعد أن كفر الدولة ولإنقلاب عليها. ومحمود الصباغ يخبرنا في هذه العملية أن حسن البنا كان يرى أن الحرب خدعة وأن الحرب لا تكون إلا مع الكفار
بل إن في عام (1944م) حسن البنا بايع جمال عبد الناصر وانظم جمال عبد الناصر (للتنظيم الخاص) وبايع السندي كل ذلك من أجل الإنقلاب على الملك فاروق اكيد ما دام يدعي الإسلام فإنه لا يرى الإنقلاب إلا إذا كان يرى كفر الحاكم وبالتالي فإن حسن البنا كان يرى كفر الحاكم وهو الذي أسس هذا وهو الذي كان من وراء التفجيرات عن طريق السندي كان يعطيه الأوامر وكان السندي يتلقى هذه الأوامر من حسن البنا مباشرة
ونريد أن نبين لكم طريقة هذه البيعة ، حصل أن هناك قاضي يقال له (خازن دار) هذا القاضي حكم على بعض الأخوان المسلمين بالسجن ، السندي كفر هذا القاضي ثم بعد ذلك أرسل له اثنين من أعضاء التنظيم الخاص لقتله فقاموا بقتله لكن قبض عليهما وسجنا
فغضب حسن البنا غضباً شديداً على السندي لماذا؟ لأن السندي تصرف من نفسه ولم يتلقى الأوامر من حسن البنا لقتل (الخازن دار)
فيقول محمود الصباغ: أنه حصلت محاكمة للسندي من قبل حسن البنا وكبار المسؤلين ـ انظروا دولة لوحدها مع أنه المفروض أن يقدم القاتل للمحكمة لا هم عندهم دولة أخرى ـ فوجه له هذا السؤال لماذا تصرفت بدون أن يأتيك أمر؟ ـ انظروا يعني لو أنه أتاك أمر بجواز قتله لأن هذا مقتضى البيعة اسمع وأطع ولا تتردد ما ناقشوه من باب لا يجوز قتل (الخازن دار) لكن من باب لماذا تصرفت من غير أمر ـ فقال: أنني مرة جالس مع الإمام حسن البنا فغضب على حكم هذا (الخازن دار) لأنه حكم على الأخوان المسلمين بهذا الحكم فضننت أن الإمام بهذا يريد قتله فقتلته
ماذا قالوا له؟
قالوا له: بما أنك قتلت هذا الرجل بسبب ضنك أن الإمام حسن البنا يريد أن تقتله إذاً يعتبر من قبل القتل الخطأ ، واخرج يالسندي ليس عليك شي هذا قتل خطأ
لماذا خطأ؟
ليس من جهة الشرع لا بل من جهة حسن البنا.
فأصبح حسن البنا هو الأصل الذي لو قال أقتلوا قتلوا والذي لو فهموا خطاءً فقتلوا لأصبح القتل خطاءً
هذا منصوص عليه عند محمود الصباغ
مما يبين لكم أن البيعة عند الأخوان المسلمين بيعة صوفية من جهة وبيعة عسكرية من جهة أخرى انقيادية وكأنها دولة قائمة لها حاكمها الذي هو حسن البنا يصدر الأوامر ويحكم ويقتلون الناس ويفجرون ويجاهدون وغير ذلك ، وإنقلاب عام( 1952م) أكبر دليل على ذلك
الأصل الثالث : المرحلية في الدعوة
وهذا أصل باطني فإن الباطنية كما يذكر الغزالي المتقدم في كتابه " فضائح الباطنية "
والباطنية في دعوتهم مرحلية أي أن الشخص أولاً يعطونه الإسلام الخاص ثم إذا وجدوا فيه قبولاً أدخلوه إلى خصوصياتهم إلى أن يوصلوا مبتغاهم
ذكر حسن البنا في رسائله أن دعوته تنقسم إلى ثلاث مراحل
المرحلة الأولى : هي المرحلة العامة وهي الدعوة إلى الإسلام العام مثل التكافل ودعوة المسلمين إلى ترك الربا وترك المعاصي وإظهار المشروع الإسلامي وتبني الخطط التي تعمل على سد احتياجات المسلمين
أما المرحلة الثانية : هي مرحلة خاصة وهي مرحلة يستخلص فيها عناصر من المرحلة الأولى
يعني أنه عندما يدخل الناس مع الأخوان المسلمين يبقون لا يعرفون عن الأخوان المسلمين إلا قضية نصرة الإسلام والمسلمين وقضايا المسلمين وهمومهم وفقرهم وجوعهم و....إلخ
يقول ثم ننظر من الذي نختاره إلى المرحلة الثانية وعند ذلك نستخلص أناس معينين فندخلهم في المرحلة الثانية وهذه المرحلة الثانية( هي المرحلة الخاصة وهذه المرحلة يربّى الفرد فيها على الطاعة والسمع وعلى الجهاد والقتال وعلى التفجير وعلى كل الأمور التي يريدونها منه ويعلمونه ما طريقتهم وتكفير الحكام)
ثم بعد ذلك يقول حسن البنا تأتي المرحلة الثالثة: وهي مرحلة الجهاد
وهذه فعلها حسن البنا فإنه وضع المرحلة الأولى حتى دخل الناس ثم وضع المرحلة الثانية عن طريق السندي والتنظيم الخاص ثم وضع المرحلة الثالثة قُتل قبل أن تتحقق قتل عام (1948م) كمّلها الهضيبي فتحققت في عام (1952م) بالإنقلاب على الملك فاروق وأُسقط الملك فاروق
فحسن البنا في الحقيقة هو الذي وضع هذه الأصول قبل سيد قطب هو الذي وضع أصول التكفير هو الذي وضع أصول التفجير والإنقلابات كل هذه وضعها حسن البنا في أفاعيله وكتبه وسيدقطب ما هو إلا فرد من أفراد هذا الفكر سوف نتكلم عليه بعد قليل
المقصود هنا أن الأخوان المسلمين عندهم المرحلية هذا أصل من أصولهم وهذه المرحلية إظهار شي عام ثم إدخال شي خاص
ولذلك الناس يستشكلون
فيأتي شخص ما زال في المرحلة الأولى وأنت تذكر له أمراً عن المرحلة الثانية فيقول :لا كلامك ليس بصحيح
لأنه لم يرى إلا المرحلة الأولى
وهذه المرحلة هي التي أوقعت الناس والدول في تذبذب الأخوان المسلمين
الأصل الرابع : التـقية
من الأصول التي عندهم أصل التقية فلدى الأخوان المسلمين التقية وإظهار خلاف ما يبطنون
وهذا فسره حسن البنا فحسن البنا في عام (1940م) أسس (التنظيم الخاص) الذي كان من مهماته المتفجرات المنشورات و....إلخ
ذكر هذا محمود عبد الحليم في كتابه " الأخوان المسلمين وأحوال ثنتى عشر تاريخ"
وفي عام (1944م) بايع جمال عبد الناصر على هذا التنظيم ـ وهو تنظيم يسعى للإنقلاب على الملك فاروق ـ في عام (1946م) أرسل رسالة مفتوحة للملك فاروق أثنى على الملك فاروق ويقول: أن الأخوان المسلمين يفزعون إلى جلالتكم وأن الأخوان المسلمين كذا فأخذ يثني عليه ويدعوا له بالحفظ و...إلخ
وهو يخطط الإنقلاب عليه من عام (1944م) وأسس التنظيم الخاص في عام (1940م) قبل ست سنوات من هذه الرسالة فهذه من أمور التقية التي عندهم
وذكرنا قبل قليل قضية محمود الصباغ عندما قال أن حسن البنا تبراء من ذاك الرجل إنما كان ذاك من باب الحرب والحرب خدعة
فالقوم عندهم تقية يظهرون خلاف ما يبطنون
الأصل الخامس: التنظيم الحزبي الهرمي
بعد ذلك كيف يمكن حسن البنا يمسك زمام هذه الدعوة وهذا الحزب ؟
وضع أصل أخر وهو التنظيم الحزبي لكي يصل إلى أصغر فرد موجود تعرفه القيادة العامة ماذا يفعل
ماذا فعل حسن البنا ؟
وضع قيادة عامة بقيادة المرشد ويسمونه مكتب الإرشاد وهو رأس الهرم بقيادة المرشد ثم هذا المكتب له أعضاء ثم رؤوساء الأسر ثم نواب الأسر ثم نواب الأسر يبثون هذا إلى أُسرِهم وإذا حصل شي في أحدى الأُسر بلغ رئيس الأسرة ورئيس الأسرة بلغ النائب والنائب أبلغ مكتب الإرشاد العام في القاهرة فيبلغ حسن البنـا
إذاً طريقتهم طريقة دولة هذا من ضمن الأصول التي وضعها حسن البنا ما كانت موجودة أيام السلف نهائياً
أيام السلف يوجد حاكم سواء كان فاجراً أو باراً فبينت السنة كيف التعامل معه ثم يوجد علماء ينشرون العلم والدين في المساجد هذه كانت طريقتهم أما هذه الطريقة أبتدعها حسن البنا وهي طريقة باطنية فإن الذي ينظر إلى كتب الباطنية يجد أن لديهم نواب يسمونهم نقباء
وقبل أن تسقط الدولة الأموية طبق دعاة الدولة العباسية هذه الطريقة فكان هناك نقباء منتشرين في مناطق الدولة الأموية وهؤلاء النقباء عليهم مسؤولين ويوصلونه إلى الرأس الكبير
ولذلك تلاحظ أن السرورية يكثرون من الحديث عن سقوط الدولة الأموية ويتكلمون عن طرق وأساليب الدولة العباسية في إسقاطها حتى يستفيدون من هذه الأمور في طريقة الاتصال هذا
فحسن البنا وضع هذا الأصل وهو كيف الترابط مع المدعوين بالقيادة العامة؟
عن طريق هذا التنظيم
هذا التنظيم لا ينظر لقضية عالم أو غير عالم الذي يرشح من قبل القيادة يصبح نائب والذي يرشح إذا مات المرشد يصبح مرشد
(الهضيبي ):يحلق لحيته ويعمل مستشار قاضي في محاكم مصر الوضعية مع ذلك أصبح هو المرشد بعد حسن البنا وكان يخفي نفسه
فإن بعض الأخوان المسلمين تفاجئ عندما مات حسن البنا بأن يصبح المرشد بعده الهضيبي فهو رجل يلبس قميصاً نصف كم ـ كما يذكر بعضهم ـ ويحلق لحيته ويعمل مستشاراً ومع ذلك أصبح المرشد العام للإخوان المسلمين
لأنها لا علاقة لها في التدين إنما هي دولة سياسية
إن طريقة اختيار النواب لا تنظر لقضية الإلتزام أو غير الإلتزام, بل هي تنظر إلى من الذي عنده ذكاء أو شي من الذكاء فهذا هو الذي يوضع نائب بغض النظر عن تقواه وعلمه
والذي ينظر إلى صور الإخوان المسلمين التي في (التنظيم الخاص )وغيرها ،مثلاً كتاب محمود الصباغ " التنظيم الخاص " أو كتاب صلاحٍ شادي وغيره
يجد معظمهم يلبس الكرفتات ويحلقون اللحى ويسمونه الشهيد والبطل فلان
وليس عندهم تدين، يسمعون الموسيقى ، وبعضهم يحضر الموالد
الكشافة كانت فيها موسيقى
كل شيء طبيعي لديهم
فالقضية عندهم (دولـة) وإنما فقط وضعوا الإسلام كالشيء الذي يجلب الناس إليه
حسن البنا وضع لوائح وأوامر ذكرها في مذكرات داعية ونُقلت عنه
وهي أن الذي لا يلتزم ببعض هذه اللوائح كان يعاقب
لدرجة أن بعض الإخوان المسلمين كان لا يحج إلا بعد أن يستأذن ،وبعضهم كان إذا أراد أن يتزوج يستأذن ،وغير ذلك من السخافات العجيبة جداً
والتي منها أيضاً أن أحدهم إذا وقع في خطأ يُلزم بدفع غرامة للجماعة
وكان الأغنياء منهم لابد أن يدفعوا زكاتهم للجماعة وغير ذلك من الأمور التي ذكرها حسن البنا في مذكراته، ومحمود الصباغ وهذا كلّه موجود عندنا وقد أخرجناه بالدليل
المقصد هنا أنّ حسن البنا وضع هذا الأصل وهو كيف التعامل وكيف جمع هذه الجماعة عن طريق هذا الهرم الموجود
طبعاً حسن البنا طبق قضية الفصل أحياناً قد يفصل الشخص الذي لا يلتزم حتى لو كان له عشرون سنة أو ثلاثون سنة مع الجماعة لا يهم
بدليل أن صاحبه الذي أسس معه الإخوان المسلمين فصله حسن البنا عندما خالفه وصارت رسائل فيما بينهم وردود وهي موجودة
ثم نجد حتى الهضيبي طرد الباقوري عندما غاب ووافق على أن يمسك وزارة الشؤون والأوقاف في مصر حين حكم جمال عبد الناصر
فإن الهضيبي قال: (أنت مطرود ومفصول وقدِم استقالتك) فقدم استقالته
هذه دولة لوحدها هذه ليست بدعوة، دين الله استقالات وفصل وطرد؟
الأصل السادس: أن الذي يقود الدعوة ليس العالم وليس بطالب العلم بل هو القيادي الذي وصل إلى مرتبة معينة في القيادة
فإنه منذ آدم ـ عليه السلام ـ والناس أعلمهم بدينهم يلتفون حوله ،لو تقرأ تاريخ بني إسرائيل أعلمهم بدينهم يلتفون حوله بقض النظر عنه سواء كان راهباً باطلاً أو على دين موسى ـ عليه السلام ـ لم يُحرّف أو حُرِّف لكن المهم عندهم أن الأعلم في الدين هو الذي يُلّتف حوله ، أيام عيسى عليه السلام ، ما بعد عيسى ـ عليه السلام ـ أيام النبي -صلّى الله عليه وسلّم- الأعلم في الدين هو الذي يُلتف حوله ، والنبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان يرسل أفقه الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كمعاذ بن جبل وغيره وبعد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- الخلفاء الراشدين والدولة الأموية والدولة العباسية وبعد دولة المماليك الدولة العثمانية إلى أن جاء حسن البنا فأصبح الذي يقود الدعوة الإسلامية ليس العالم ولا طالب العلم إنما القيادي الذي وصل إلى مرتبة معينة في القيادة تؤهله لكي يصبح مسؤول عن العلماء وعن طلاب العلم وعن الدروس فكأنما هي دولة كما أن رئيس الدولة يصبح مسؤول عن الأمة حتى ولم يكن عالم
الإخوان المسلمون وضعوا دولة يصبح المسؤول فيها وإن لم يكن عالم مادام أنه ملتزم بالأوامر واللوائح والأنظمة وقدم خدمة جليلة لهذا الفكر وهو طائعٌ له غير متغير فهذا قد يوصله إلى أن يرتقي حتى يصل إلى المرشد العام
إذاً (دولة) ما لها علاقة بالعلم إنما هي دولة مؤسسة بحيث لو نجح الإنقلاب فئذا بها جاهزة برئيسها وبمجالسها وبطاعاتها وبنوابها
وهي (دولة) كذلك ديمقراطية لا علاقة لها في بدع ولا غيرها المهم أن تلتزم بهذه اللوائح كما تفعل الدول الديمقراطية أن تلتزم بأنظمة الدولة ثم بعد ذلك اختر ما تشاء تصلي أو لا تصلي! ،والإخوان المسلمين من كان منهم من لا يصلي
صوفي أو غير صوفي والإخوان المسلمين منهم من كان صوفي وخرافي وغير ذلك هذا الأصل ذكرناه من ضمن أصول حسن البنا
الأصل السابع: كيف التعامل مع الدول (الإعتصامات والمظاهرات والتفجيرات والمنشورات)
ومن ضمن الأصول التي وضعها حسن البنا: هو كيف التعامل مع الدول هذا الأصل أخذه عن طريق الأحزاب الموجودة من قبله وهي أحزاب (يسارية ،أو أوربية ،أو روٍسية) أو غير ذلك
وهي قضية المظاهرات وقضية الإعتصامات والمنشورات ولذلك إعتنى بهذا كثيراً. وكان من ضمن مهام التنظيم الخاص ـ كما ذكرها محمود عبدالحليم في كتابه (الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ) وكذلك ذكرها محمود الصباغ في كتابه (التنظيم الخاص ) ـ كان من ضمن مهامهم نشر المنشورات فكان الرجل في التنظيم الخاص يُدرّس ويُعلّم كيف ينشر منشوراً فيعطونه ورقة ويكتبون عليها أي كلام فيعلمونه كيف يستطيع أن ينشرها في أكثر من مكان دون أن يراه أحد.
استخدموا كذلك طريقة المظاهرات فكانوا يقيمون المظاهرات من الجامعات وغيرها ـ ذكروا هذا في التنظيم وكذلك في النقاط على الحروف ذكرها أحمد كمال ـ وكيف طريقة المظاهرات وانهم كانوا يدسون المتفجرات ويدخلون مع المظاهرات وكانوا يلقون المتفجرات وحصل التفجير وقتل عساكر في تلك الأيام وقتل طلاب بسب الإخوان المسلمون
كذلك الاعتصامات وغيرها
وهذا كلها لم يذكره النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا السلف الصالح ولم يفعلها أحد من السلف الصالح
أحمد بن حنبل حصل له ما حصل في دولة المأمون لم يفعل مظاهرات ولم يفعل اعتصامات ولم يفعل انقلابات ولم يفعل هذه الأمور كلها
وابن تيمية حصل له ما حصل ومات في السجن ولم يفعل ابن القيم تلاميذه اعتصامات ولا منشورات ولا مظاهرات ولا غير ذلك
إنما دعوا بالتي هي أحسن ،الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء يدعون بحكمة وبرؤية ويتحملون ما يأتيهم قال تعالى
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)
(البقرة:214)
وقال تعالى
( ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (العنكبوت:1ـ2)
وقال تعالى
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:142)
طريقة الأنبياء تعليم الناس الخير وتثقيفهم، أما مظاهرات واعتصامات ويكون فيها قتل أبرياء ويكون فيها تفجيرات
فنجد أن حسن البنا استخدم هذه الطريقة وهي طريقة المنشورات وطريقة الاعتصامات وطريقة المظاهرات وطريقة التفجيرات وهذه التفجيرات مذكورة في كتاب محمود الصباغ (التنظيم الخاص) وفي كتاب صلاح شادي (حصاد العمر) وفي كتاب أحمد كمال (النقاط على الحروف) وغيرها من الكتب
وكلها موجودة ومسطورة وكل أحد يستطيع أن يقرأها يجد تفجيراتهم وأعمالهم وكيف كانوا يفجرون حتى لو يذهب بعض الناس المارة
ويقول محمود الصباغ هذا لمصلحة الدعوة حتى لو مات بعض الناس المارة وغير ذلك فهذه كلها موجودة على أيام حسن البنا
الأصل الثامن: الدخول في البرلمانات والإنتخابات
أيضا من أصول حسن البنا الدخول في البرلمانات والانتخابات وعمل الاتحادات. و(الاتحاد): هو الاتحاد مع المجموعات الأخرى للضغط على الحكومة والوصول إلى أمر معين والتعامل مثلاً مع (اليساري) ومع غيره للضغط على قضية معينة والتحاد مع هؤلاء كلهم ومجاملتهم ومداهنتهم للوصول إلى بعض القضايا
هذا كله عمله حسن البنا
الآن أظن أنكم عرفتم فكّر حسن البنا
(عنوان القطبية)
القطبية نسبة لسيد قطب أنا إعتبره جندياً باراً لحسن البنا وباراً للإحوان المسلمين وقام بما يريده حسن البنا بحاذفيره
سيد قطب رجل عاش عمره ضائع لا علاقة له بالإسلام وهو من تلاميذ العقّاد كان تفكيره في الشيوعية وغيرها وجلس سنوات كثيرة يكتب ويؤلف مؤلفات لا علاقة لها بالإسلام ويكتب روايات وقصص وشعر لا علاقة لها بالإسلام وهو رجل صحفي وكاتب ونحو ذلك
بعد ذلك دخل مع الإخوان وبايع الهضيبي وأصبح إخوانياً مسلماً يدافع بقلمه وكتاباته عن هذا المنهج وعن هذا الفكّر والتزم به إلتزاماً قوياً
قتل حسن البنا وانتصر الهضيبي وجمال عبدالناصر ومجموعته واسقطوا (المللك فاروق)
وحصلت المشاكل بين جمال عبدالناصر وبين الإخوان المسلمين وضربهم جمال عبدالناصر الضربة القوية فسجنهم وسجن من ضمنهم سيد قطب فإذا به في السجن يكتب ( في ظلال القرآن ) وغيره من الكتب، وخرج سيد قطب وبعد خروجه أخذ يكتب ويُركّز على قضية الإنقلاب الإسلامي والحكومة الإسلامية وهذه موجودة عند المودودي وحسن البنا وهو متأثر كثيراً بالمودودي وحسن البنا وينقل عن المودودي في كتبه
ثم بعد ذلك أخذ يحيي التنظيم الخاص الذي كان على أيام السندي فأخذ ينظم الإخوان المسلمين من جديد على التنظيم الخاص ـ وهذا يذكره علي العشماوي في كتابه ( التاريخ السري للإخوان المسلمين ) ـ ذكر أن المسؤول السابق صالح العشماوي بعد السندي ، وأيام جمال عبدالناصر طرد صالح العشماوي عن التنظيم الخاص ، بعد ذلك سيد قطب أتى بعلي العشماوي وطلب منه أن يعيد تنظيم التنظيم الخاص وأن يحضر الأسلحة والمتفجرات وغير ذلك للتفجير
ثم يخبر علي العشماوي أنهم أحضروا الأسلحة وكانت تدعمهم زينب الغزالي وكانت هي التي تحضرهم الأموال وأحضروا الأسلحة من بعض الدول وغير ذلك
ويذكر علي العشماوي في كتابه أنه جلس مع سيد قطب، وبين سيد قطب أنهم إذا حصل شيء للدعوة وضربت الدعوة لابد أن ننفذ بعض العمليات من تفجير الكباري والجسور وتفجير محطات الكهرباء وتفجير بعض الأماكن حتى نرد على جمال عبدالناصر فيقول علي العشماوي : "أنني قلت نبعد قضية الكباري لإن الناس يستفيدون منها ".وسيد قطب اعترف بنفسه في كتابه ( لماذا أعدموني ) " أنه وضع هذه الخطة وهي قضية تفجير الكباري ثم قال لي أحد الأخوة أبعد قضية تفجير الكباري " يعني كلامه يتوافق مائة بالمائة مع كلام علي العشماوي في كتابه ( التاريخ السري للإخوان المسلمين )
فسيد قطب أراد أن يعيد التنظيم الخاص وأن يعيد التفجيرات وفعلاً جمع أسلحة ودربهم على هذه الأمور ثم بدأ يؤلف
يعني نستطيع أن نقول أن سيد قطب هو فيلسوف الإخوان المسلمين الذي وضع لهم فلسفة هذا الفكر فلسفة التكفير فلسفة المكفرة أعطاهم الشبه
فركز سيد قطب على قضية تكفير الحكام وتكفير المجتمعات الإسلامية كل من يؤمن بما يؤمن به هو في قضية الحاكمية ثم بعد ذلك أعطى تفسيراً جديداً للتوحيد وهو الأصل وترك توحيد الأسماء والصفات
وهو معطلٌ هذه آيات الصفات عطلها كلها
وكذلك من ناحية التصوف فهو رجل عنده تصوف ويكفيك تفسير سورة ]قل هو الله أحد[
وكذلك الرجل عنده عقلانية فهو رجل عقلاني جداً ، ومن الأمور التي تدل على أنه عقلاني: 1) أنه عندما تكلم على قضية (تعدد الزوجات) أخذ يذم الذين يكثرون الزوجات ويشبه بذلك طريقة الإشتراكية ثم بعد ذلك ذكر أن تعدد الزوجات مشكلة ترجع إلى الأرقام فإذا كان النساء أكثر من الرجال هنا يصبح تعدد الزوجات أما غير ذلك فلا
2) تكلم على قضية (الرقّ) وأن الرقّ الآن غير موجود وأنه ملقى وأن الرقّ كان في حق فئة معينة فهذا كله يدل على أنه عقلاني
3) وتكلم عن قضية أن لو قامت الدولة الإسلامية عن طريقه أو طريق أصحابه فإنه سوف يأخذ أموال الناس كلها من جديد ثم يعيد توزيعها حتى ولو كان هؤلاء الناس أخذوها بطريقة صحيحة وهذه إشتراكية ومن أين له الدليل؟ بدون دليل ، رجل عقلاني يتكلم بما يريد
ولذلك لو سألت أصحابه هل هو فقيه؟ هل هناك فتاوى لسيد قطب في الفقه والبيوع والمعاملات والعبادات؟ أبداً
وهل لسيد قطب كتب في أصول الفقه ؟ أبداً
هل سيد قطب محدث له كلام على الأحاديث والسنن والآثار ؟ أبداً
هل سيد قطب مُفسر على نفس طريقة القرطبي أو غيره في تفسير الآيات والأحكام وسرد الأدلة والأحاديث ؟ أبداً
بل إنه بين أن تفسير القرآن فسره هكذا وبدون الرجوع إلى هذه الكتب أقصد كتب التفسير فهو رجل عقلاني
فعطل الصفات وأولها وتكلم في التصوف وفي الإشتراكية وكفر الناس وأوجد الشبه عند السروريين وعند القطبيين لكي ينطلقوا منها
وهو أقولها بصراحة أنه إخوانيٌ متبع لطريقة حسن البنا فهو رجل صاحب كلام كثير وعنده أسلوب وعنده بلاغة وأدب في صياغة الكلام
وهذا أمر لا يعطي الرجل ممدحة لإن واصل بن عطاء من كبار المعتزلة كان أديباً وفحلاً ومع ذلك لم يجعل السلف لا يذمونه من أجل أدبه وبلاغته كما يذكر (الشيخ بكر أبو زيد) عندما أثنى على سيد قطب بأدبه وبلاغته
وما دخل الأدب والبلاغة في الدين؟! نحن نناقشك في الكتاب والسنة وإلا هؤلاء الصوفية كثير منهم أدباء وبُلغاء ونحاة وعندهم كثير من الكتب نحن نتكلم (( ما كنت عليه أنا اليوم وأصحابي)) هذا الذي يميز الصحيح من الخطأ
والشيخ ربيع عندما رد رد من منطلق الكتاب والسنة وقال (إنه رجل خالف الكتاب والسنة في هذه الأبواب ) فيأتي هو فيعطينا أوراق صغيرة جداً ثم يثني عليه ويقول:( إنه رجل أديب وكذا وهذا الكلام غير صحيح ) ثم تنطلق الأوراق كأن القضية قضية طاعة عمياء بحيث أنه يقول كلامك غير صحيح ثم ينطلق الناس فيه
أين أدلة (الشيخ بكر أبو زيد) على أن كلام الشيخ ربيع غير صحيح هل رددت على الكلام الذي ذكر الشيخ ربيع رداً مفصلاً ؟ حيث قولك كذا أنه باطل بدليل كذا من كتب سيد قطب ، أو قولك كذا باطل بدليل كذا ؟ أبداً ما فعل هذا كله ولكن هذه طريقة الإخوان المسلمين وهي الطاعة العمياء ، يقول لك هذا غير صحيح إذاً هذا غير صحيح بغض النظر عن الأدلة والحجج والبراهين
ولذلك أخطأ الشيخ بكر أبو زيد في هذا الكتاب نسأل الله أن يهدينا وإياه إلى الحق ويرجع الشيخ بكر أبو زيد إلى ما كان عليه مثل كتابه حكم الإنتماء وغيره من الكتب القيمة التي نشرها سابقاً
ويعرف هو الآن أن الإخوان هم الذين طاروا بأوراقه هذه ونشروها في اليمن وغيرها ووضعوها على شكل كتيباً ووضعوا عليه صورة سيد قطب وسميت (النصيحة الذهبية ) ، يكفيه أن يعرف خطأ هذا الكلام ممن قام بنشرها لإن الذين قاموا بنشرها هم أعداء الشيخ بكر أبو زيد وأعداء كل من يسير على المنهج الصحيح
ثم نرجع فنقول طبعاً سيد قطب ووجه بمسألة معينة في زمانه وهي أنه لا يستطيع أن يقود جماعة الإخوان المسلمون لإن منهجهم كان ممنوعاً في مصر وحزبهم قفل وقفلت مكاتبهم ، فماذا يصنع؟
ذهب إلى قضية الكتابة فأخذ يضع لنا السم في الكتب وفلسفة التكفير والإنقلاب الإسلامي وغير ذلك
القطبيون هم الذين تأثروا بسيد قطب في هذا الجانب
(عنوان السرورية)
هناك أناس عقيدتهم في باب الأسماء والصفات والقدر والإيمان عقيدة السلف إلاّ قضية الخروج فإنهم يكفرون
هؤلاء تأثروا بمنهج الإخوان المسلمون مثل (محمد سرور)، فإن سرور كان من ضمن جماعة الأخوان المسلمين في سوريا وانشق عن الأخوان المسلمين وتبنى فكر سيد قطب الذي هو الثوري والمواجهة والإستعداد للإنقلاب وغير ذلك
سرور في باب الأسماء والصفات ينهج منهج السلف فاستطاع من خلال هذه الأمور أن يدخل في السعودية ويدرس فيها
وسميت القطبية نسبة إلى سيد قطب لإنه جدد منهج الإخوان المسلمين وأتى بالأفعال هذه
وهم الإخوان المسلمون نسبة إلى الأصل الأول
وهم السرورية نسبة إلى الداعية الذي دعى إلى القطبية في السعودية وهو سرور فسميت سرورية
وإلاّ فالسرورية هي نفسها القطبية وهي نفسها الإخوان المسلمون
والسرورية الذين عندنا هم يشاركون هؤلاء في قضية التكفير وفي قضية المظاهرات مع قضية الإعتصامات والمنشورات وقضية التنظيم الحزبي الهروي في ربط المدعوين بالقيادة ، الأشكال تختلف حسب البلاد
فمثلاً كان في مصر قبل (أُسر) فعندما ضيق عليها وكشفت بأنها من فكر حسن البنا ، وضعها بعض الناس على شكل (مساجد) وعلى هذا المسجد مسؤول والمسؤول يلتقي مع مسؤول مناطق المنطقة التي فيها المساجد ومسؤول المنطقة يلتقي مع المسؤول الكبير ،وبعضهم جعلها على شكل مكتبات ، مكتبة فيها شباب هناك مسؤول عن المكتبة ومسؤولين المكاتب يجتمعون مع كذا وهكذا إلى أن يصلوا إلى الهرم
بعضهم جعلها على شكل (حلقات قرآن) كل حلقة قرآن تمثل أسرة هي ليست اسمها حلقة ومسؤول عنها شخص والشخص يلتقي مع مجموعة الحلقات والمسؤول عنهم يلتقي في القيادة ، هي نفس فكرة حسن البنا لكن اختلفت الأسماء
السرورية فعلوا هذا فالسرورية هم إخوان مسلمون
السرورية يؤمنون بقضية ( نتفق على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما إختلفنا فيه ) لكن بطريقة أخرى فهم أتوا إلى حسن البنا وسيد قطب والتلمساني والهضيبي الذين هم صوفية وأشاعرة واتفقوا معهم على هذه الدعوة يعذر بعضنا بعضاً ولكن باسم ماذا؟ باسم الإخوان المسلمين وليس باسم الصوفية والأشاعرة والحقيقة هي نفسها هذا أشعري وهذا صوفي نفس الأصل الذين وصفه حسن البنا وهو أنه اتفق مع الصوفي والأشعري
فالسرورية اتفقت مع التبليغ واتفقة مع الإخوان بأنه يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ونتفق فيما أتفقنا عليه ....[انتهى الوجه الأول ]
والجماعات الإسلامية وصفّت داخل التبليغ والإخوان وصفّت الصوفي والأشعري والشيعي وغير ذلك وهؤلاء أيضاً اتفقوا معهم ، إذا هي نفس الفكرة وإن كان شكلها آخر فإنهم وافقوا حسن البنا في قضية (نتفق فيما نتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)
ثانياً: وافقوا حسن البنا في قضية التكفير وهي نفس فكرة سيد قطب تكفير الحكام
ثالثاً: وافقوهم في قضية المظاهرات والإعتصامات والمنشورات
رابعاً: وافقوهم في أصل التربية الثورية للإنقلاب
خامساً:وافقوهم في قضية التنظيم وكيفية القيادة الهرمية والخلايا الموجودة مع اختلاف الأسماء ولكن المسمى والأصل واحد
سادساً: وافقوهم في قضية السياسة والإغراق فيها والمواجهات السياسية وكذلك وافقوهم في الأصل السياسي ، أصبحت فتاويهم ومواقفهم مبنية على السياسة، ما الذي يستفيدونه من هذا الوضع ! وما الذي لا يستفيدونه !، فالذي يستفيدون منه تجدهم يروون الأدلة وغير ذلك والذي لا يستفيدون منه تجدهم يخفون الأدلة وغير ذلك كما مر معنا البارحة في قضية أفغانستان وغيرها
يستفدون منه تجدهم يروون لأدلة وغير ذلك والذي لا يستفيدون منه نجدهم يخفون الأدلة وغير ذلك كما مرّ معنا البارحة في قضية أفغانستان وغير أفغانستان
فإن أفغانستان تجد أنهم تركوا (الشيخ جميل الرحمن) مع أنه موحد ودعموا المبتدعة لأن سياسيا المبتدعة هم الذين سوف يمسكون الحكم فوقفوا مع المبتدعة وتركوا أهل التوحيد مع أنه في الشرع يجب أن يقفوا مع أهل التوحيد لكنهم تركوا الشرع
السرورية الذين عندنا (سلمان، وسفر) ومجموعتهم ووقفوا مع الصوفية والأشاعرة مثل (حكمت يار ،ورباني ،وشاة مسعود) وغيرهم ثم بعد ذلك عندما أخذ هؤلاء كابل وافترقوا وقفوا مع (حكمت يار وعبد الرسول سياف) لأن هؤلاء من الأخوان المسلمين وله علاقة بالإخوان المسلمين ومتأثرين بكتب سيد قطب فوقفوا معهم مع أن (حكمت يار) استعان برستم الشيوعي وهم يرون أنه لا يجوز الإستعانه بالكافر لكن هنا جوّزوها ووقفوا مع حكمت يار فعندما سقط حكمت يار وأصبح الحكم لطالبان رأوا أنه لا فائدة من هذه الدولة فصرفوا النظر عنها ولا يمدحونها لآن ولا يتكلمون عنها نهائيا سياسيا
فذهبوا يتكلموا على قضية الشيشان ـ نسأل الله أن ينصر المسلمين والمجاهدين في الشيشان ـ
وهكذا هي طريقتهم دائماً طريقة سياسية وهذا الأصل السياسي أخذوه من حسن البنا فإن حسن البنا يتعامل مع الأدلة الشرعية تعاملا سياسيا فيسكت عن العاصي ويسكت عن الفاجر في مقابل أنه ينضم إلى الحزب فيحقق ما يريد ويسكت عن الفاجر في مقابل أنه يدعم الحزب ويحقق ما يريدونه
كذلك أخذ بطريقة حسن البنا في التعامل مع التجار ومع أصحاب الأموال والثراء والالتفاف حولهم وذلك بوضع أو بزرع أناس حولهم وغير ذلك من طرف سياسية لجمع الأموال ودعم دعوتهم وهم بدون مال لن يعملون شيئا في دعوتهم لأن لإخوان المسلمين تقوم في دعوتهم على نشر المال وعلى المناصب. هذه هي السرورية أخذت من الإخوان المسلمين
(عنوان جمعية إحياء التراث )
جمعية إحياء التراث هم أخف من هؤلاء فهم في باب الحاكمية جيدون ولهم كتابات ونشروا كلام ابن باز في هذه القضية
والذي نعيبه على إحياء التراث أنهم أخذوا من الإخوان المسلمين التنظيم وطاعة المسئول وهذه هي شبه بيعه حتى ولم يكن هناك لفظ بيعه ولكن البيعة المقصود بها الطاعة وإثم الذي لا يطيع فإحياء التراث وضعوا شيء اسمه الطاعة وأنك تطيع المسئول و(محمد حمود نجدي )ألف لهم أوراق في الطاعة وكذلك (عبد الرحمن عبد الخالق) ألف لهم أوراق في الطاعة وغير ذلك ووضعوا شيء اسمه طاعة المسئول ويأثم الذي لا يطيع المسئول ووضعوا مسئول على المساجد والمساجد في المنطقة لها مسئول يكون هناك عدة مساجد في منطقة ويكون هناك مسئول يلتقون فيه مسؤولين المساجد والمنطقة تلتقي مع المناطق الأخرى والمسؤولين يلتقون في أحياء التراث الفرع العام وهناك يلتقون جميعا ويوف المصادر وهذا المسؤول لا يشترط أن يكون عالما أو طالب فتجد القائم على أحياء التراث قد لا يكون طالب علم والقائم على المنطقة قد لا يكون طالب علم المهم أن يكون من الناس الذين يرشحون لطاعته ويلتزم لمنهج جمعية أحياء التراث فهم تأثروا بالإخوان المسلمين في هذا الجانب وهو الجانب التنظيم وربط المدعون بالقيادة أو بالجمعية العامة
ثم أيضا تأثروا بالإخوان المسلمين في قضية الإغراق في السياسة والإكثار في اللهجة السياسية والإكثار من الإنتخابات وحصول تحالفات بينهم وبين لإخوان المسلمين وغير الإخوان المسلمين في ألانتخابات بالإضافة إلى إشغال شبابهم في الانتخابات والمجالس البرلمانية وغير ذلك وهذا من منهج الإخوان المسلمين وهو الأغراق بهذه الأمور
كذلك هم شاركوا الإخوان المسلمين ولكن ليس مئة بالمئة في التميع في التعامل مع المخالف وخاصة في التعامل مع السروريين والتعامل مع الإخوان المسلمين والتعامل مع التبليغ
وكذلك تجد جمعية إحياء التراث مفرقة وجد فيها شباب يخرجون مع التبليغ تجد فيها شباب مع الشايجي ومع عبد الرحمن عبد الخالق ومع السروريين تجد شباب معها معجبين بسلمان العودة وينشرون أشرطة سلمان العودة وهم أيضاً معه
فإحياء التراث أصبحت جمعية ليس لها رؤية واضحة تجدهم أحيانا يقولون نحن ضد الإخوان المسلين وضد الفكر القطبي والسروري ثم تجد من شباب بهم ومن المسؤول في المناطق من يثني على عبد الرحمن عبد الخالق ويثني على سلمان العودة ويثني على سفر وهو معهم ويثني على من ضد السلفيين ودعوتهم
جمعية أحياء التراث تأثرت بالإخوان المسلمين في التنظيم وتأثرت بهم في الإغراق في السياسة تأثرت بهم كذلك في التميع في المعاملة المخالف وتأثرت بهم في أن المسؤول عن الجمعية يصبح هو المسؤول عن الدعوة
فإن حسن البنا عندما وضع الإخوان أصبح هو المسؤول عن الدعوة والمسؤول عن الجمعية وأصبح الدعاة مرتبطون بالمسؤولين في الجمعية وهذا خطأ فإن الدعوة السلفية يرتبط الناس بأهل العلم فيها ولا يرتبطون بالمسؤوليين في الجمعيات فالمسؤوليين في الجمعيات نفع عام هكذا وضعتها الدولة وهذا الاذن الذي أوتي لها نفع عام فالمفروض أنها تدعم الدعوة الاسلامية والدعوة السلفية تدعهم مالا في مساجد وفي دعوة وفي الوقوف مع ضعفاء المسلمين وفقرائهم وأيتامهم أما أنها تصبح هي الحكم على الدعاة ومن لا يوافقها في منهجها يطرد. ثم ألفوا لهم منهجا وقالوا هذا منهج الجمعية إذا أنتم على منهج السلف لماذا تضعون منهجاً؟ وبعض النقاط العامه؟
خاصة عند التعامل مع الجماعات أتوا بكلام عام لم يحددوا ما يريدون
ثم إن مواقفهم تبيّن لنا :وقفوهم ضد السلفيين الموجودين فإن السلفيين الموجودين في الساحة لآن والذين وقفوا ضد السرورية وضد القطبية وضد التبليغ وغيرها تجد أن إحياء التراث تقف موقفاً محذراً منهم كالشيخ ربيع وكمشايخ الدعوة السلفية ويحذرون شبابهم من الإحتكاك بالسلفيين ومن حضور محاضراتهم مع أن شبابهم يحتكون بالتبليغ ويحتكون بالسروريين وجماعة الشايجي وجماعة عبد الرحمن عبد الخالق مثل المجموعة الموجودة في الكويت فالشباب لهم علاقة فيهم ويأتونهم ويزورونهم ولم يحذروا منهم ،إنما تحذيرهم من السلفيين الموجودين فهذا لاشك أنه خطر كبير
وموقفها من الشيخ مقبل الوادعي وغيره من السلفيين ومن أنصار السنة المحمدية في السودان فإنهم وقفوا موقفا ليس بجيد مع الإخوة الذين خالفوهم ودعموا الذين وافقوهم كذلك في اليمن شقوا الدعوة السلفية فدعموا المجموعة التي توافقهم على مايرون من تنظيم ومن الطاعة وغير ذلك وخذلوا إخوانهم السلفيين
نصيحة لإحياء التراث
وأنا أدعو جمعية إحياء التراث أن يرجعوا إلى الله عز وجل ون يرجعوا إلى المنهج السلفي ويتركون التمادي في هذا الطريق لإن هذا الطريق خطير التمادي فيه لإنهم مع الوقت سيُشكلون فكراً جديداً وجماعة جديدة لها رؤوسها أصولها وغير ذلك وأن يرجعون إلى المنهج السلفي ويتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى
وهذا ما أردت بيانه لإخواني وأنا آسف للإطالة لإن سؤالكم من الأسئلة التي تطول ولو أردنا أن نأتي بالتفصيل لطال بنا المقام ولكن نكتفي بما ذكرناه
تنبيه مهم
وأما بالنسبة لسؤال الأخ قبل قليل وهو بالنسبة إقامة جمعيات في هولندا وغيرها لجمّع المال ودعم الدعوة؟
فهذا لا بأس به، لا بأس بإقامة جمعيات تجمع الأموال وتدعم دعوة الإسلام وتقف مع الإيتام والأرامل ومع المحتاجين ونشر الكتاب الإسلامي والشريط الإسلامي الذي يقوم بالدعوة السلفية والذي يدعم العلماء وطلاب العلم وتُنشأ مدرسيّن ينشرون العلم هذا لا بأس به
ولكن لا تكون هذه الجمعية هي الأصل في الدعوة الأصل: هو الكتاب والسنة على فهم السلف وما عليه أهل العلم
ليست هي الأصل وإنما يقوم عليها شخص فقط يعّرِف أن مسؤليته إيصال المال لأهل الحق فقط، ولا يتصرف هو فيصبح هو الأصل فيصبح هو الذي يأمرهم وهو الذي ينهاهم وإذا خالفوه طردهم وإذا وافقوه يُنشأون جماعة جديدة كما يحصل في إحياء التراث ،لا
نريد جمعية تدعم المنهج السلفي في كل مكان وتنصر الدعوة السلفية وطلاب العلم هم الذين يبصرون الناس ليس القائمين على الجمعية فقط وإنما القائمين على الجمعية ينشرون العلم كما ينشره غيرهم وأما أن يصبحون هم المسؤولين وهم الذين يربطون الناس بهم
كما يحصل الآن كلما عملوا جمعية لدعم الإسلام والمسلمين أخذوا يجعلون لها مسؤولاً وربطوا الناس بها ثم أصبح أن الذي ندعمه لا يخرج عن أرائنا في الدعوة ولا يخرج عن أرائنا في التعامل مع المخالفين ولا يخرج عن الخط الذي وضعوه هذا غير صحيح أنت تدعم المنهج السلفي وهذا هو الصحيح والله أعلم وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
نصيحة مهمة جداً
أقدم نصيحتي للأخوة الهولنديين وكذلك إلى جميع إخواننا في أوربا وغيرها أن لا بد عليهم أن يشغلوا أنفسهم بطلب العلم الشرعي ودراسة العلم الشرعي من أصوله الصحيحة فلا بد عليهم أن يدرسوا العقيدة سواء مايتعلق بتوحيد الربوبية أو ما يتعلق بتوحيد الألوهية أو ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات من كتبه الموجودة وأن يدرسوا كذلك الفقه سواء ما يتعلق في العبادات أو ما يتعلق بالمعاملات وأن يدرسوا ما يتعلق في الأخلاق الإسلامية وكذلك ما يتعلق في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وأن يجعلوا همهم الأكبر هو نصرة الإسلام وهمهم الأكبر هو دعوة الناس إلى الإسلام فيدعون الكفار في بلادهم إلى الإسلام الصحيح الصافي النقي من كل شائبة وأن يدعونهم إلى العقيدة الصحيحة ويحذرونهم مما يخالفها لأن هناك من المخالفين من يدعو معكم ويصور لهم أن هذا هو الإسلام ولكن عندما تدعوه إلى الإسلام يكون بالتدرج في البداية تدعوه إلى أن يسلم ثم تعلمه أركان الإيمان الستة كما هي طريقة أهل السنة والجماعة وتعلمه التوحيد وتعلمه السنة وتحذره من البدع وتعلمه العبادة الصحيحة والمعاملة الصحيحة والأخلاق الصحيحة فإذا رأيت أن هناك أناس يدعونه إلى منهج باطل بعد أن أحبك واستأنس بك وهداه الله على يديك بين له أن هذا المنهج بطلان بالحجة والبرهان هذا إذا علمت أنه يجالسهم ويلتقي بهم أعني أصحاب المنهج الباطل ،وأما إذا علمت أنه لم يلتقي بهم أبدا ولا علاقة له بهم فأبقه على أصول أهل السنة والجماعة على جميع أبواب الدين
كذلك على الأخوة أن يكثرون من الدعوة لغير المسلمين للإسلام وكذلك دعوة المسلمين في بلادهم فيرجعونهم إلى دينهم الحق ويعلمونهم الإسلام الصحيح بالحجة والبرهان كل ذلك بحكمة ورويّة وعقل وتعقل وهدوء وحجة واضحة وابتسامة وخلق حسن كما قال تعالى (أدعو إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)
نريد دعاة إلى السلفية قولهم تصدقه أعمالهم لا نريد أقوال دون أعمال نريد اعتقاداً قوياً وأقوالاً قوية ملتزمة بالشرع وأعمالاً قوية ملتزمة بالشرع نريد صدقاً وإخلاصاً لله سبحانه وتعالى نريد مصداقية في الحديث ومصداقية في الوعظ مصداقية في النهج مصداقية في الحياة
لأن الناس إذا وجدوا أخلاقكم حسنة ووجدوا أعمالكم حسنة صدقوا أقوالكم وهكذا كانت طريقة النبي صلى الله عليه وسلم
نريد قلوبا عاطفة على المحتاج والفقير نريد أقواماً يشاركون الناس في همومهم وفي أحزانهم ويدينون لهم الحق في كل مسألة تمر عليهم بكل محبة وبكل حرص وبكل طلب للهداية من الله سبحانه وتعالى
نريد أن لا تخسروا شخصا لمجرد خطأ لا علاقة له في العقيدة اكسبوا الناس وفق الشرع ولا تكسبنهم بما يخالف الشرع علموهم وخذوا بيد الجاهل والفاجر والفاسق أحنّوا عليه وعلموه ورهبوه ورغبوه وانصحوه واجعلوه يجد منكم قلباً عاطفاً ويداً حانية وأخوة صادقة حتى يسير معكم
كذلك إذا وقع أحد إخوانكم السلفيين في خطأ بالحكم على شخص وهو أصوله سلفية في أبواب الألوهية والربوبية والحاكمية والدعوة لا تحذرون منه مباشرة بدون أي سبب إلاّ إذا أنتهج نهجاً بدعياً كأن صار إخوانياً أو تبلغياً أو تكفيرياً أو معطلاً للصفات أو صوفياً في هذه الحالة تحذر منه أما إذا خالفكم في رأي وهو باقي تحت إطار السلفية فبيّنوا له الحجة بالبرهان والدليل لعل الله يهديكم ويوفقكم جميعا
فأوصيكم أخواني بتقوى الله عز وجل والصدق وبالابتعاد عن أماكن المنكرات وأماكن الفساد كمفاسد النساء والفجور وغير ذلك و أوصيكم بأن تتعاملون مع الكفار في بلادكم مما يحقق نصرة دعوتكم الإسلامية ونصرة دعوتكم السلفية وأنتم تعيشون في دول كافرة وقد يكون إذا أحدثتم بعض الأمور فيها قد يتسبب ذلك في مضايقتكم وفي فتنتكم في دينكم فكونوا حكماء وكونوا عقلاء
وليكن دائما لكم اتصال بالعلماء والمشايخ في هذه البلاد وفي غيرها من بلاد المسلمين من العلماء الذين عرفوا بالسنة وبالسلفية دائما اتصلوا بهم ودائما استشيروهم في أموركم وفي دعوتكم وفي الخلاف الذي يحدث بينكم وفي كيفية التعامل مع المخالفين وإذا حصل خروج فكر جديد استشيروا بها واسألوا أهل الذكر فإن الله جل وعلا معكم
وأسأل الله لي ولكم الإعانة والتوفيق والصدق والإخلاص وأن يجمعنا على طاعته وعلى السنة وأن يجمعنا في جنته إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
Cheikh ‘Âyid As-Shimmari - الشيخ عايد الشمري